نعيش مع معجزة عددية تتجلى في مقدمة سورة "يس" حيث أودع الله تناسقات عددية مبهرة.... |
إن
موضوع الإعجاز العددي موضوع ثابت ويقيني، على الرغم من كثير من الأخطاء
والانحرافات من بعض من بحثوا في هذا العلم. والتعريف المختصر هو أن نجد
معجزة في كل آية من آيات القرآن تدل على أن هذا الإحكام العددي لم يأت
بالمصادفة ولم يكن لبشر أن يأتي به إلى يوم القيامة لأن الله تبارك وتعالى
قال: (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ
وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ
بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا) [الإسراء: 88].
وهنالك
أيضاً ضوابط وهنالك منهج ثابت، يعني نحن المعجزة الرقمية القائمة على
العدد (7) تقوم على منهج علمي ثابت، وهذا المنهج يتطلب منا أن نقوم بمعالجة
الأرقام بطريقة رياضية محكمة، فنحن عندما نضع هذه الأعداد – وطبعاً هذا
الكلام في كل الأبحاث ليس في هذا المثال بل هنالك آلاف وآلاف من الأمثلة
جميعها تأتي بهذا التناسق المبهر – ولكن نحن نقدم شيئاً قليلاً جداً يعني
(غيض من فيض) هذه الأمثلة الغزيرة في القرآن الكريم.
من
الروائع العددية في القرآن الكريم ما نجده في سورة يس، هذه السورة العظيمة
المليئة بالمعجزات العلمية وهي سورة الشفاء التي تتلى على الأمراض فتشفيها
بإذن الله تبارك وتعالى، والأهم من ذلك أن النبي عليه الصلاة والسلام قال
فيها: (ويس قلب القرآن) انظروا إلى هذه العبارة التي أطلقها النبي عليه الصلاة والسلام أن سورة يس هي قلب القرآن، فإن لكل شيء قلباً ويس هي قلب القرآن.
الحديث هنا عن (القرآن الحكيم) ولا بدّ أن يكون هنالك علاقة بين حروف هذه الآية والقرآن.
فنحن أمام أربع كلمات فقط، ولكل كلمة عدد محدد من الحروف:
فالكلمة الأولى هي (يس) وعدد حروفها هو (2).
الكلمة الثانية هي (و) وهذه واو العطف التي تعدّ كلمة مستقلة لأنها تُكتب منفصلة عما قبلها وما بعدها، وعدد حروفها كما نرى هو (1).
والكلمة الثالثة هي (القرآن) وعدد حروفها كما كتبت في كتاب الله تعالى هو (6) أحرف.
والكلمة الرابعة هي (الحكيم) وهي تتألف من (6) أحرف أيضا.
عندما يتأمل الإنسان مقدمة هذه السورة: (يس * وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ) [يس: 1-2].
في هذه الكلمات القليلة بعددها ولكنها ثقيلة عند الله بمعانيها سبحانه
وتعالى، في هذه الكلمات لخص الله تبارك وتعالى لنا قول النبي بأن يس قلب
القرآن، ولخص لنا سور القرآن، ومرات ذكر كلمة (القرآن) في القرآن.
فكلمة القرآن وردت في القرآن الكريم هذه الكلمة (58) مرة، كلمة قرآن والقرآن وردت في القرآن (58) مرة بالضبط، وعدد سور القرآن هي (114) سورة، وسورة يس هي من السور التي تبدأ بحروف مقطعة، يعني (الياء والسين) وهنالك في القرآن (29) سورة تبدأ بهذه الحروف، تبدأ بسورة البقرة (الم) ثم سورة آل عمران أيضاً في مقدمتها نجد (الم) ثم سورة الأعراف تبدأ بـ (المص) وهكذا.. حتى نصل إلى آخر سورة وهي سورة القلم التي تبدأ بـ (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ) [القلم: 1].
وسورة يس يأتي ترتيبها بين هذه السور (19) يعني لو قمنا بترقيم هذه السور المقطعة التي تبدأ
بحروف مقطعة من الرقم 1- إلى الرقم 29 سوف نجد العدد (19) يعني ترتيب سورة يس بين
هذه السور هو (19).
أصبح
لدينا الآن ثلاثة أرقام تميز هذا القرآن وهذه السورة: أولاً: عدد سور
القرآن (114). ثانياً: عدد مرات تكرار كلمة (القرآن ) في القرآن كله (58)
مرة. ثالثاً: ترتيب قلب القرآن (يس) في هذه السور التي تبدأ بالافتتاحيات
هو (19). والفكرة التي أود أن أقدمها، بما أن هذا النص الكريم الذي يقول:
(يس * وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ) يتحدث عن القرآن، فهل أودع الله في ترتيب
حروفه معجزة تدل على أن الله تبارك وتعالى هو قائل هذه الكلمات؟
دلالات
لقد تعلمتُ شيئاً من أبحاث الإعجاز الرقمي التي قمت بها وهو أن الآية الكريمة يوجد بينها وبين ما تدل عليه علاقة وترابط، وهذا من إحكام القرآن، وهذا ما اكتشفته بالفعل. فنحن نعلم بأن سورة يس هي قلب القرآن كما أخبر بذلك الصادق المصدوق عليه صلوات الله وسلامه. ونعلم بأن سورة يس هي من السور المميزة في القرآن والتي تبدأ بحروف مقطعة أو مميزة حيّرت المفسّرين وأعيت الباحثين وبقيت سراً غامضاً، لا ندري قد يمنّ الله على عبد من عباده باكتشاف هذا السر.
لقد قمتُ بكتابة النص الكريم وعبّرت عن كل كلمة بعدد حروفها، وذلك بهدف إيجاد النظام المحكم. وعلاقة هذا النظام بما تتحدث عنه الآية وهو القرآن. فإذا نتجت علاقة رياضية كهذه فهذا دليل ملموس على أنه لا مصادفة في كتاب الله، وأن هذا سيكون أحد تحديات القرآن للبشر أن يأتوا بمثله أو ينظموا كلمات تأتي حروفها منضبطة مع ما تعبر عنه.
فلو جئنا بهذا النص القرآني (يس * وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ) أربع
كلمات وكما أقول دائماً لدينا منهج ثابت دائماً في أبحاث الإعجاز العددي
أننا نعد الحروف كما ترسم في القرآن، ونعدّ الواو كلمة مستقلة بذاتها لأنها
تكتب منفصلة يعني عندما ننظر إلى القرآن نرى حرف الواو منفصلاً عن الكلمة
لا يتصل بالكلمة التي بعده يعني يختلف عن حرف الباء وحرف الفاء، الفاء إذا
قلنا: (فَـاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [يوسف: 64]. الفاء تتصل بكلمة الله، لذلك لا نعدها كلمة‘ حرف الفاء نلحقه بالكلمة التي تليه، لأنه يتصل بها، حرف الباء أيضاً إذا قلنا مثلاً (بالله) أيضاً الباء يتصل فلا نعده، أما إذا قلنا: (وَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [الحشر: 6]. الواو هنا عبارة عن كلمة لأنها لم تتصل بالكلمة التي بعدها فنعدها كلمة مستقلة عدد حروفها واحد.
وهذا التقسيم موافق لقواعد اللغة العربية، لأن قواعد النحو تقول بأن الكلمة (اسم وفعل وحرف ) و(واو) العطف هي حرف مستقل، لذلك نعده كلمة، الكلمة (اسم وفعل وحرف) إذاً (واو) العطف هي كلمة مستقلة.
يس: نحن أمام حرفين (الياء ) و(السين) نكتب رقم 2 تحت هذه الكلمة: {يس} إذاً حرفان (2).
وَ: حرف واحد نضع الرقم واحد (1).
الْقُرْآَنِ:
إذا قمنا بعدها نرى ستة أحرف ونعد الحروف كما ترسم يعني الهمزة لا نعدها
حرفاً لأنها لم تكتب على زمن النبي صلى الله عليه وسلم نعد الحروف كما رسمت
على زمن النبي عليه الصلاة والسلام (6).
الْحَكِيمِ: أيضاً ستة أحرف (6).
لنكتب النص من جديد ونكتب تحت كل كلمة عدد حروفها كما رُسمت في القرآن كما يلي:
يس و القرآن الحكيم
2 1 6 6
في هذه اللوحة الرائعة لدينا سطر من الكلمات وسطر من الأرقام، كل رقم يعبر عن حروف كلمة، ونحن بلغة الكلام نقول (يس والقرآن الحكيم)، لنفهم من ذلك القسم الإلهي يقسم بالقرآن ويصفه بالحكيم. أما لغة الأرقام فنستطيع أن نقرأ (6612) أي ستة آلاف وست مئة واثنا عشر، وهذا العدد هو مصفوف حروف كلمات النص، وهذا العدد يمثل سلسلة رقمية لا يمكن لأحد أن يشك فيها أو ينكرها.
إذاً..
نحن عندما نقوم بصف هذه الأرقام بعضها بجانب بعض، إنما نتبع طريقة هي
طريقة السلاسل العشرية، أي كل عدد يتضاعف عن سابقه عشر مرات، وهذا النظام
له أساس من القرآن الكريم، يقول تبارك وتعالى: (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا) [الأنعام: 160]. هذه آية تشير إلى نظام المضاعفات العشرية.
سؤال حيّرني!
ولكن السؤال الذي استغرق أشهراً للإجابة عنه: ما هي العلاقة بين العدد 6612 وبين القرآن؟؟ وبعد كثير من التأمل قمتُ بمعالجة هذا العدد وتحليله رقمياً وكانت المفاجأة، أن العدد الذي يعبر عن حروف النص الذي يتحدث عن القرآن يتناسب مع عدد سور القرآن الـ 114!!!
وإليك التفاصيل.
إن العدد 6612 يساوي بالتمام والكمال 114 مضروباً في 58 وبكلمة أخرى:
6612 = 114 × 58
إذن العدد الذي يمثل حروف (يس والقرآن الحكيم) جاء من مضاعفات العدد 114 وهو عدد سور القرآن الحكيم. ولكن ماذا عن العدد 58 الناتج معنا في المعادلة؟؟ وهل له علاقة بالقرآن؟؟
لقد استغرق هذا الأمر مني بحثاً طويلاً في كلمات القرآن وتكرارها، وكانت المفاجأة من جديد، فقد وجدتُ بأن كلمة (قرآن) قد تكررت في القرآن 58 مرة!!! وهكذا أصبحت المعادلة مقروءة على الشكل التالي:
إن العدد الذي يمثل حروف النص الذي يتحدث عن القرآن يساوي عدد سور القرآن في عدد مرات تكرار (قرآن) في القرآن! وسبحان الله الحكيم العليم، هل جاءت هذه الأرقام الدقيقة جميعها بالمصادفة؟ أم أن الله بعلمه وحكمته وقدرته هو الذي نظّمها وأحكمها ورتبها؟
إن
الذي يتأمل هذه اللوحة الهندسية الرائعة يرى على الفور أنه لا يمكن
للمصادفة أن تصنع مثل هذا النظام، لأننا لم نأت بكلمات تتحدث عن السماء أو
عن الأرض وقلنا إنها من مضاعفات الرقم (114) بل إن هذه الكلمات تتحدث عن
القرآن، وتتحدث عن قسَم بـ (القرآن الحكيم) وجاءت حروفه متناسقة مع العدد
(114) وهو عدد سور القرآن. تأملوا معي هذه التناسقات الرائعة: العدد (6612)
الذي يمثل حروف (يس * وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ) هذا العدد يساوي: (114)
يعني عدد سور القرآن مضروباً في (58) عدد مرات ذكر كلمة (القرآن ) في
القرآن. وبعبارة أخرى: عندما نكتب النص القرآني (يس * وَالْقُرْآَنِ
الْحَكِيمِ) ونكتب تحت كل كلمة عدد حروفه 2
1 6 6 ونقرأ العدد الناتج (ستة آلاف وستمائة واثنا عشر) نجد أن هذا العدد
يساوي – وهو يمثل حروف (يس * وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ) هذا العدد يساوي
عدد سور القرآن مضروباً في عدد مرات تكرار كلمة القرآن في القرآن كله.
قلب القرآن
إن معجزات هذا النص وغيره من نصوص القرآن لا تنقضي، ومهما بحثنا فسوف نجد إعجازاً مذهلاً. ونتذكر حديث الرسول الكريم عن سورة يس وأنها قلب القرآن، والسؤال من جديد: هل يمكن أن نجد دلالة لهذه التسمية أي (قلب القرآن)؟
فنحن أمام عدد كما رأينا يمثل حروف النص وهو 6612 والسؤال: ماذا يحدث إذا قمنا بقلب هذا العدد؟ ونحن نعلم أن كلمة (قلب) جاءت من التقلّب وتغيير الاتجاه وعكسه، أي هل يمكن أن نجد مدلولاً لمقلوب العدد 6612 ؟
عندما نقرأ هذا العدد بالاتجاه المعاكس يصبح 2166 ألفان ومئة وستة وستون، والسؤال: هل توجد علاقة بين هذا العدد وبين القرآن الكريم؟ وهذا تطلّب مني جهداً وبحثاً ولكن النتيجة كانت مذهلة. فقد تبيّن بأن هذا العدد من مضاعفات العدد 114 الذي يمثل عدد سور القرآن! ويمكن أن نكتب العلاقة الرياضية التالية:
2166 = 114 × 19
إنها نتيجة مذهلة حقاً أن نجد العدد الذي يمثل حروف نص يتحدث عن القرآن يأتي مضاعفاً لعدد سور القرآن كيفما قرأناه، ولكن ماذا عن العدد 19 الناتج الأخير وماذا يمثل، ونحن نعلم بأن لكل رقم في كتاب الله دلالات واضحة؟ وبعد بحث طويل تبين أن رقم سورة (يس) بين السور ذات الفواتح هو 19، واكتملت بذلك دلالات هذه المعادلة.
إذا
قمنا بقلب العدد وعكسه وقرأناه من اليمين إلى اليسار ليصبح: (2166). فإن
المفاجئة، أن هذا العدد (2166) وهو مقلوب العدد الذي يمثل حروف النص
القرآني (يس * وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ) هذا العدد من مضاعفات الرقم (114)
يعني لو قمنا بتحليل الرقم (2166) نجده مساوياً بالضبط (114 × 19) بالتمام
والكمال. والعدد (114) كما قلنا هو عدد سور القرآن، والعدد (19) هو ترتيب
قلب القرآن بين السور ذات الافتتاحيات في القرآن. جميع الأرقام تنطق وتقول
إن هذا الكلام هو كلام الله تبارك وتعالى، إن هذا الأحكام لا يمكن أن يأتي
بالمصادفة يعني لو جئنا بكل ما كتب على مر الزمان، كل ما كتب، وجئنا بجمل
كتبها مؤلفون وكتبها أدباء وعلماء، لا يمكن أن نجد جملة تتحدث مثلاً عن
كتاب ونجد فيها عدد فصول هذا الكتاب مثلاً، ونجد أيضاً، مثلاً مؤلف الكتاب
يقول إن قلب هذا الكتاب ونقلب ونرى نفس الإحكام. هذا العمل لا يمكن أن نجده
أبداً، وهو دليل مادي ملموس على أن القرآن كتاب الله تبارك وتعالى.
نلخص ما رأيناه
والآن لنكتب هذا النص الكريم وعدد حروف كل كلمة من كلماته ونقرأ العدد ومقلوبه:
يس و القرآن الحكيم
2 1 6 6
المعادلة الأولى
6612 = 114 × 58
عدد سور القرآن تكرار كلمة (قرآن) في القرآن
المعادلة الثانية
2166 = 114 × 19
عدد سور القرآن ترتيب (قلب القرآن) في القرآن
ويمكن القول الآن:
إن العدد الذي يمثل حروف النص الذي يتحدث عن القرآن (يس والقرآن الحكيم) يساوي عدد سور القرآن في عدد مرات ذكر كلمة (القرآن) في القرآن، وعندما قلبنا نفس العدد أصبح مساوياً لعدد سور القرآن في ترتيب سورة (يس) أي قلب القرآن!!!
وأمام هذه الحقيقة الرقمية التي لا يمكن لأحد أن يجحدها ينبغي على كل مؤمن أن ينحني خشوعاً أمام عظمة هذا القرآن، كما ينبغي على كل منكر للقرآن أن يعيد حساباته ويفكّر في هذه الأرقام: هل جاءت على سبيل المصادفة؟ أم أن الله الذي أنزل القرآن هو الذي رتبها وأحكمها لتكون دليلاً مادياً على صدق كلامه وصدق رسالته؟
لذلك نجد أن الآية التي جاءت بعد هذا النص مباشرة هي خطاب للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، تؤكد صدق هذا النبي وأنه مرسل من الله تعالى، وأنه على حق وعلى صراط مستقيم، وأن كل كلمة نطق بها هي تنزيل من الله العزيز برغم إنكار الملحدين لكتابه، والرحيم بهم برغم معصيتهم وشِركهم. واستمع معي إلى هذه الكلمات الرائعة: (يس * وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) [يس: 1-5].
إن العدد الذي يمثل حروف (يس * وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ) يساوي عدد سور القرآن (114) في عدد مرات ذكر كلمة (القرآن) في القرآن (58). وعندما نقلب هذا العدد فإنه يصبح مساوياً إلى عدد سور القرآن (114 ) في ترتيب السورة التي هي (قلب القرآن) في القرآن (19).
وهنا لا بد أن نقف دقيقة لنتأمل..
ما
معنى أن يجعل الله تبارك وتعالى في كتابه مثل هذا النظام، يعني لماذا يأتي
عدد سور القرآن (114) وعندما نتأمل الآيات التي تتحدث عن القرآن نرى فيها
تناسقاً مع هذا العدد.
ماذا يعني أن نجد أن أول آية في القرآن وهي (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) [الفاتحة: 1]،
وهي الآية الأولى في القرآن تتكرر (114) مرة بعدد سور القرآن، والعدد
(114) هو من مضاعفات الرقم (19). ماذا يعني أن نجد هذا التناسق في القرآن
فقط من بين كل الكتب؟
إنه
يعني شيئاً واحداً: أن الذي أنزل هذا القرآن حفظه بهذه اللغة، فلغة
الأرقام هي لغة التوثيق العلمي اليوم، والله تبارك وتعالى وثّق كتابه
وأحكمه وحفظه، بشكل يدل دلالة قطعية على أنه كتاب منزل ومنزه عن التحريف.
أسلوب الدعوة بلغة الأرقام
كيف
يمكن أن ندعو غير المسلمين بلغة الأرقام في القرآن الكريم؟ هل هذه اللغة
العددية قابلة لأن تكون وسيلة يراها أولئك الملحدون لكي يعتقدوا بأن القرآن
كتاب الله؟ أقول: إن لغة الأرقام هي اللغة السائدة في هذا العصر، والغرب
الذي قامت حضارته وعلومه على الإلحاد، يعشق هذه اللغة، يعشق لغة الأرقام،
ونحن عندما نقدم لهم هذه الأمثلة الواضحة جداً والتي لا تقبل الشك أو الجدل
أبداً.
عندما
نقدم لهم هذه الحقائق، ونقدم لهم هذه الأرقام وندعوهم بها ليس للدخول في
الإسلام، فقط لأن يتأملوا هذا الكتاب، ويعيدوا حساباتهم. وعندما يأتي اليوم
ونرى معظم الناس من غير المسلمين ينظرون نظرة شك وارتياب إلى هذا القرآن،
وأنه لا يوافق العقل أو لا يتفق مع العلم الحديث أو غير مناسب لهذا الزمان،
فعندما نستخرج هذه العجائب ونقدمها لهم على أنها معجزات تناسب عصر
التكنولوجيا الرقمية، فهذا سيكون من باب خطاب كل قوم بلغتهم التي يفقهونها
جيداً، لأن الله تبارك وتعالى ماذا قال؟ (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) [النحل: 125] انظروا إلى هذا الترتيب، علمنا الله تبارك وتعالى كيف ندعو إلى الله:
أولاً: بالحكمة قبل العلم، وقبل الموعظة، وقبل المجادلة (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ) ومن الحكمة أن نكلم الناس بما يفقهون وبما أنهم يعشقون الأرقام نقدم لهم هذه المعجزات الرقمية. (ادْعُ
إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ
ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) [النحل: 125].
ــــــــــــبريكة نت
إرسال تعليق